فن وثقافة

سعاد المعجل توثق مسيرة رمز وطني ساهم في تأسيس دولة الديمقراطية

في كتابها "أحمد الخطيب...الطبيب الإنسان"... واضع اللبنة الأولى في الحركة القومية


18/7/2022

المصدر-جريدة السياسة







يأتي كتاب “أحمد الخطيب…الطبيب الإنسان” الذي أعدته الكاتبة سعاد فهد المعجل، ليرصد مسيرة شخصية مهمة للغاية على صعيد العمل الوطني، والانساني.

وقد جاء هذا الكتاب بعد نحو أربعة أشهر من رحيل هذا الرمز، الذي لقي وجه ربه في السابع من مارس الماضي، بعد أن شارك في المسيرة الوطنية الحافلة، كأحد رواد الحركة الدستورية في الكويت، وأحد مؤسسي حركة القوميين العرب عام 1952، ونائب رئيس المجلس التأسيسي، والنائب في دورات برلمانية عدة في مجلس الأمة.

واذا كان التوثيق عن شخصية تملك تاريخا سياسيا وإنسانيا، دائما ما يكون أمراً محببا، ويلقى قبولا كبيرا، فان كتاب “أحمد الخطيب…الطبيب الإنسان” يأتي في هذا السياق، لأنه يعنى بالحديث عن شخصية أجمع عليها الجميع، وأشادوا بدورها الوطني البارز منذ أن أسس دستور البلاد في عهد سمو الشيخ الراحل عبد الله السالم، مرسخا للنهج الديمقراطي الذي تعيشه الكويت حتى اليوم.

في كتاب “أحمد الخطيب…الطبيب الإنسان”، ترصد الكاتبة سعاد المعجل مسيرة تاريخ القامة الوطنية الراحل الدكتور أحمد الخطيب من واقع معايشتها لمواقف عديدة كانت قد شهدتها أثناء عملها معه في جريدة “الطليعة”، هذه المواقف التي جسدت تاريخه الوطني والنضالي، من أجل ترسيخ نهج الحياة الكريمة للشعب الكويتي. وفي هذا الكتاب التوثيقي، بذلت الكاتبة جهدا مشكورا، لتقدم لنا صفحات ثرية، في كتاب من أربعة فصول، يضم كل منها عددا من المقالات التي كان الراحل قد كتبها، إلى جانب عدد من الشهادات التي أدلى بها رجالات الكويت الذين عايشوا الرمز الوطني الراحل، مع تخصيص جزء من فصول الكتاب لرصد مجموعة من المواقف والآراء التي اتخذها أو أدلى بها الدكتور أحمد الخطيب، إلى جانب احتواء الكتاب على مجموعة صور نادرة للراحل الكبير، في مواقف له مع شخصيات كبيرة، وكذلك تجسيدا لبعض الجوانب المهمة من حياته الشخصية.

في بداية هذا الكتاب، تشير الى الجهد الذي بذلته في اعداد هذا الكتاب، مؤكدة ان بداية الفكرة التي أوحت لها باصداره، كانت في مقالة كتبها الزميل حمزة عليان، فقد قامت بعد ذلك، بتشكيل فريق عمل لانجاز الكتاب، وقامت بتوزيع الأدوار والمهمات، مشيرة الى أنه عند البدء، كان الدعم الأكبر من والدها فهد المعجل، الذي تمثل في الدعم المعنوي والمادي أيضاً، عبر تبنّيه طباعة كتاب يليق باسم صاحبه، وهو الأمر الذي وضع الفريق برئاسة الكاتبة سعاد تحت مسؤولية أخلاقية ومهنية كبيرة، فهي تريد أن تنجز كتاباً مرجعياً، يضم بين دفّتيه ما يمكن أن يشكّل إضافة لما كتب عن الراحل سابقا.

لذا كانت هناك ضرورة لتوثيق الشهادات التي قيلت في حقه بأقلام، كويتية وعربية، إلى جانب رصد وحفظ ما قاله، أو نشره، أو تحدّث فيه الراحل خلال مرحلة ما بعد احتجاب “الطليعة” عن الصدور في 23 مارس 2016، وهو أفضل ما يمكن أن يتم اضافته لتاريخ الرمز الكويتي الراحل الدكتور أحمد الخطيب، إلى جانب تخصيص فصل خاص يشمل كل ما نشرته الصحافة، الكويتية والعربية، بعد وفاته في 7 مارس 2022، وتخصيص فصل من الكتاب، يحمل شهادة حية، ويتناول جوانب من حياته، ومن عُمْر “الطليعة” وديوانها، بعد ما انتقل إلى مقرّ سكنه في الشويخ. ووفقا للمعلومات التي أوردها الكتاب، فإن الرمزالوطني الدكتور أحمد الخطيب بدأ حياته الدراسية في مدرسة المباركية، ثم انتقل إلى مدرسة “العنجري”، وفيها تعلم القرآن الكريم، ومبادئ القراءة، ثم سافر إلى بيروت عام 1942 لدراسة الطب في الجامعة الأميركية هناك، وتخرج عام 1952 بتخصص الطب العام والجراحة، وعمل مباشرة في المستشفى الأميري لمدة عام ونصف العام، بعدها سافر إلى لندن لاستكمال الدراسة والعودة مجددا إلى الكويت.

وكانت مسيرة الخطيب السياسية قد بدأت قبل الاستقلال، في بيروت عندما شكل مع زملائه في الجامعة الأميركية “حركة القوميين العرب” عام 1952، وبعد نيل الكويت استقلالها عام 1961، قرر سمو أمير الكويت الراحل الشيخ عبد الله السالم الصباح، رحمه الله، تأسيس نظام ديمقراطي، ووضع دستور دائم للبلاد يكون نابعا من الشعب، فتقرر حينها اجراء انتخابات لاختيار ممثلين من الشعب لصياغة الدستور، وقد خاض الخطيب أول انتخابات للمجلس التأسيسي عن الدائرة الثالثة، وحاز على المركز الأول بحصوله على 360 صوتا، ليترشح لمنصب نائب رئيس المجلس التأسيسي عام 1963، وتابع الخطيب رحلته في الحياة السياسية، فشارك في انتخابات مجلس الأمة الكويتي في الأعوام 1965 و1967 و1971 و1975 و1981 و1985 و1992، وقرر بعدها اعتزال العمل البرلماني عام 1996 لإعطاء فرصة للشباب في إكمال مسيرة البناء والإصلاح.

ومن المعلومات التي تضمنها الكتاب أيضا، ان الدكتور الخطيب هو من وضع اللبنة الأولى في الحركة القومية، كما قام مع آخرين بتأسيس النادي الأهلي، وهو ناد رياضي تشكلت فيه لجنة ثقافية، ثم شارك في تأسيس النادي الثقافي القومي، ليكون امتداده في الستينيات نادي الاستقلال، وأصدر مجلة شهرية هي “الإيمان” ومجلة أسبوعية سماها “صدى الإيمان”، وهي أول مجلة أسبوعية تصدر في الكويت.

ويذكر هنا، وفق ما تم رصده في ثنايا هذا الكتاب المهم، أن آخر تغريدة للخطيب على حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” يوم 26 فبرايرالماضي، جاء فيها “بمناسبة العيد الوطني والتحرير… لنستذكر دور الشعب الكويتي، وشهداء الكويت في الحفاظ والتمسك بهذا الوطن والدستورالذي التف عليه كل الشعب لعودة الشرعية للكويت. كل عام والكويت بخير

المنشورات ذات الصلة