أبوظبي، 19 نوفمبر 2025 – اختتمت وزارة الثقافة حفل جائزة البُردة في دورتها التاسعة عشرة الذي أُقيم في متحف اللوفر أبوظبي برعاية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، وبحضور نخبة من الشخصيات الثقافية والفكرية والفنية من داخل الدولة وخارجها. وشهد الحفل تكريم نخبة من المبدعين في الفنون الإسلامية، ضمن فئات الخط العربي، والشعر، والزخرفة، والتصميم التايبوغرافي.
وجاء تنظيم حفل هذا العام تحت شعار "التلاحم والتماسك الاجتماعي"، بما ينسجم مع عام المجتمع 2025، الذي يركّز على تعزيز الترابط الإنساني وترسيخ قيم الوحدة والتآلف، تأكيداً على دور الثقافة والفنون في دعم التلاحم المجتمعي وترسيخ روح الانسجام والتعاون.
قال معالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي وزير الثقافة: "نجحت جائزة البردة على مدار الدورات الماضية في نشر الفنون الإسلامية برؤية معاصرة تحافظ على الأصالة، وتُركز على التجديد، لتصبح اليوم منصة عالمية تُكرِّم المبدعين في مجالات الخط، والزخرفة، والشعر، والفنون المعاصرة".
وأضاف معاليه: "مع كل دورةٍ جديدة من جائزة البُردة، نُرسّخ مكانة الفن الإسلامي كرافدٍ من روافد الحوار الثقافي، ومنصةٍ تعبّر عن قيم الجمال والسلام والاحترام المتبادل، وبما يُجسد رسالتنا في دولة الإمارات نحو دعم الحوار الحضاري بين الثقافات".
وتنوّعت المشاركات هذا العام لتضم فنانين ومبدعين من أكثر من 50 دولة حول العالم، حيث استقبلت الجائزة أكثر من 1300 عملاً ضمن فئات الشعر العربي، والخط العربي، والزخرفة، محققةً نمواً بنسبة 23% مقارنة بالدورة السابقة.
تضم قائمة الفائزين عن فئة التصميم التايبوغرافي كلٌّ من وسام الصائغ بالمركز الأول، ونور شمسي بالمركز الثاني، بينما نالت ياسمين نعيم المركز الثالث، نظير أعمال قدّمت رؤية عصرية مبتكرة في توظيف الحروف العربية.
وفي فئة الخط المعاصر حصد محمد رضا بشيري المركز الأول بعمل متميز جمع بين الحداثة وأصالة الخط العربي، تلاه مهدي زماني بلوكاني في المركز الثاني، ثم نجاة فاروق إبراهيم سليمان في المركز الثالث. كما جاء محمد سعيد نقاشيان في المركز الرابع، وريحانة كشتكار قاسمي في المركز الخامس، بعد تقديمهم رؤى فنية معاصرة لهذا الفن العريق.
أما فئة الخط التقليدي فقد تصدرها أحمد الهواري الذي فاز بالمركز الأول، فيما نال الدكتور بلال عطية المركز الثاني، ومريم نوروزي حليلاني المركز الثالث. وحقق أحمد علي نمازي المركز الرابع، بينما تقاسم كلٌّ من علي ممدوح وإعجاز رحيم المركز الخامس، نظير أعمال عكست مهارة عالية والتزاماً بأصول الخط التقليدي.
وفي فئة الزخرفة التقليدية فاز محسن مرادي بالمركز الأول، تليه زهرة دوستي في المركز الثاني، ثم حبيب الرحمن سلطاني في المركز الثالث. كما حصلت إلهام غلافروز نفوطي على المركز الرابع، وتقاسم أفسانه مهداوي وعلي رضا أباصلت المركز الخامس، بعد تقديمهم أعمالاً زخرفية استثنائية مستوحاة من تراث الفن الإسلامي.
أما فئة الزخرفة المعاصرة فقد شهدت فوز نادر تاتار بالمركز الأول، ومهرابان بيزا كايا بالمركز الثاني، ونرجس مؤمني بالمركز الثالث، تقديراً لأعمالهم التي تمكنت من مزج التراث بالأساليب الفنية الحديثة.
وفي فئة الشعر الفصيح نالت نشوى جاد المركز الأول عن نص شعري اتسم بعمق الفكرة وجمال البناء، تلاها عماد أبو أحمد في المركز الثاني، وحسن مبارك الربيح في المركز الثالث. كما نال كلٌّ من فضيلة عظيمي ومعاذ محمد عيون جائزتين تشجيعيتين عن مشاركات عكست موهبة شعرية واعدة.
أما فئة الشعر النبطي فقد فاز بها حمد المطيري بالمركز الأول، وجاء عبد الله علي مبارك الهاجري في المركز الثاني، بينما نال عبد العزيز بن حمد العميري المركز الثالث، وذلك لما قدموه من نصوص حملت قوة التعبير وجزالة المفردة.
وتضمّن الحفل برنامجاً فنياً متكاملاً مستوحى من السردية الإبداعية "أجمل بالإجمال"، حيث عُرضت خمس فقرات موسيقية رئيسية: جمال التقاليد، جمال التآلف، جمال التنوع، جمال التعاون، وجمال الانسجام، إلى جانب ثلاث فقرات خطابية تمحورت حول التآلف والوحدة، المساهمة والعطاء، والنمو والازدهار. وجسّد الحفل رسالة واضحة تؤكد أن الجمال يتجلى في اجتماع الاختلافات وتكاملها، لا في تماثلها، ليصبح الحضور الجماعي أكثر جمالاً من مجموع أجزائه.
وتهدف جائزة البُردة إلى تسليط الضوء على السيرة العطرة للنبي محمد ﷺ وشخصيته الفريدة، من خلال الاحتفاء بالفنون الإسلامية كجسر للتواصل الثقافي مع العالم وجزء من التراث الإنساني المشترك. كما تسعى إلى إبراز قيم التسامح والجمال، وتعزيز الابتكار والإبداع الفني، وتحفيز الأجيال الناشئة على ممارسة الفنون الإسلامية التقليدية، إضافة إلى تمثيل التنوع الثقافي والفكري للعالم الإسلامي، واستقطاب المواهب الشابة والمبدعة بما يدعم الحركة الإبداعية العالمية.
كما أكدت جائزة البُردة، منذ انطلاقتها عام 2004، مكانتها كمنصة عالمية مرموقة تحتفي برواد الفنون الإسلامية، وتسهم في تعزيز الحركة الإبداعية، وترسيخ دور دولة الإمارات مركزاً عالمياً للتنوع الثقافي ونشر قيم الجمال والتسامح والحوار الإنساني.




