نظم مركز الإمارات للعلوم الرياضية والطب الرياضي بالشراكة مع اللجنة التنفيذية للابتكار في وزارة الرياضة ورشة عمل بعنوان “توظيف الذكاء الاصطناعي في حوكمة المؤسسات الرياضية”، وذلك ضمن فعاليات شهر الابتكار في دولة الإمارات، وتهدف الورشة إلى تسليط الضوء على دور التكنولوجيا الحديثة في تحسين الأداء الإداري والفني للمؤسسات الرياضية بالدولة، وتعزيز منظومة الحوكمة في القطاع الرياضي عبر تبني أحدث الحلول الرقمية القائمة على الذكاء الاصطناعي.
شهدت الورشة مشاركة واسعة من مختلف فئات المجتمع، وبمشاركة موظفي وزارة الرياضة، والاتحادات والأندية الرياضية في الدولة، بالإضافة إلى المهتمين والمختصين في المجال الرياضي والتقني. وتعكس هذه المشاركة الكبيرة الاهتمام المتزايد بتطبيقات الذكاء الاصطناعي في تطوير المنظومة الرياضية، كما تساهم في خلق منصة حوارية ثرية لمناقشة أفضل الممارسات والتجارب العالمية في هذا المجال.
وقال سعادة غانم مبارك الهاجري، وكيل وزارة الرياضة: "تعكس ورشة "توظيف الذكاء الاصطناعي في حوكمة المؤسسات الرياضية" التزام وزارة الرياضة بالتعاون مع شركائها بتعزيز الابتكار في القطاع الرياضي، بما يتماشى مع التوجهات الحكومية بدولة الإمارات لتعزيز عملية التحول الرقمي وفقاً لأفضل الممارسات. إننا في الوزارة نعمل على دعم مثل هذه المبادرات النوعية والورش التوعوية، انطلاقاً من إيماننا بأهمية ترسيخ ثقافة الحوكمة لدى مؤسسات القطاع الرياضي لضمان تحقيق التكامل المنشود، واعتماد أفضل الممارسات الإدارية لدعم مسيرة التنمية الرياضية، وذلك عبر تبني أحدث الحلول التكنولوجية تساهم في بناء منظومة رياضية متطورة قائمة على المعرفة والابتكار".
وأضاف سعادته: "نؤمن بأن الذكاء الاصطناعي عنصر محوري لمستقبل الرياضة والحوكمة المؤسسية داخل القطاع التي تتيح لنا بناء شراكات أقوى مع كافة الجهات الرياضية، وتعزز التخصصية في العمل داخل الاتحادات الرياضية، وتدعم تطوير آليات فعالة لاكتشاف المواهب الرياضية. إننا نتطلع إلى استمرار التعاون مع مركز الإمارات للعلوم الرياضية والطب الرياضي ومختلف الجهات الشريكة داخل القطاع الرياضي وخارجه، لتطوير منظومة رياضية أكثر كفاءة واستدامة، تواكب التطورات التكنولوجية العالمية وتسهم في تحقيق الريادة لدولة الإمارات في المجال الرياضي".
أكد عبد الله محيوه، رئيس اللجنة المؤقتة لتسيير شؤون مركز الإمارات للعلوم الرياضية والطب الرياضي، أن المركز يسعى إلى تبني أحدث التوجهات العالمية في مجال التدريب والتطوير الرياضي، مشيدًا بالدعم الكبير الذي تقدمه وزارة الرياضة لتعزيز الابتكار في القطاع الرياضي، مما يسهم في تحسين الأداء المؤسسي وتطوير بيئة رياضية متقدمة تعتمد على التقنيات الذكية.
وأضاف محيوه: “أن الذكاء الاصطناعي أصبح ركيزة أساسية في تطوير القطاع الرياضي، ونحن في مركز الإمارات للعلوم الرياضية والطب الرياضي نؤمن بأهمية الاستفادة من هذه التقنيات الحديثة لرفع كفاءة الأداء الرياضي، وتعزيز الشفافية في العمل الإداري، وتحسين جودة الخدمات الرياضية. إن نجاح هذه الورشة يعكس التزامنا بتوفير بيئة داعمة للابتكار، ونشكر وزارة الرياضة على دعمها اللامحدود لهذا التوجه، مما يعزز جاهزية مؤسساتنا الرياضية لمواكبة التحولات الرقمية العالمية.”
تناولت الورشة محاور عدة، أبرزها الدور الذي يلعبه الذكاء الاصطناعي في تطوير أنظمة الحوكمة داخل المؤسسات الرياضية، من خلال تقديم حلول متقدمة تسهم في رفع كفاءة اتخاذ القرار، وتحسين الأداء الإداري والفني، وتعزيز الشفافية والنزاهة في العمليات الرياضية.
وخلال الجلسة الأولى، قدم الدكتور حكمت البعيني، الرئيس التنفيذي لشركة Future 10X ورئيس مؤتمر “AI in Dubai”، محاضرة سلط فيها الضوء على أهمية الحوكمة الرقمية في الرياضة، ودور الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بالإصابات، وتحسين خطط التدريب، وتحليل بيانات الأداء الرياضي لتعزيز الكفاءة التشغيلية للفرق والمؤسسات الرياضية. كما تناول المحاضر تأثير هذه التقنيات في تطوير بيئات العمل داخل المؤسسات الرياضية، بما يضمن توفير بيئة أكثر ذكاءً ومرونة في التعامل مع التحديات المختلفة.
أما الجلسة الثانية، فقد قدمها الدكتور مهدي نضيفي، الخبير في الاستراتيجيات التقنية، حيث تناول التحليلات التنبؤية والذكاء الاصطناعي التوليدي في الرياضة، وأهمية هذه التقنيات في تحسين أداء الرياضيين، وتعزيز تجربة المشجعين، وتحقيق استدامة مالية للمؤسسات الرياضية عبر تقنيات إدارة الملاعب الذكية، وتحليل سلوك الجماهير، والاعتماد على البيانات في اتخاذ القرارات الإدارية والفنية.
في ختام الجلسات، تم تخصيص النصف ساعة الأخيرة من الورشة لإجراء نقاش مفتوح مع الجمهور، حيث أتيحت الفرصة للمشاركين لطرح أسئلتهم واستفساراتهم حول الآليات المثلى لتطبيق الذكاء الاصطناعي في المؤسسات الرياضية المحلية، بالإضافة إلى دوره في تحسين تنظيم وإدارة البطولات العالمية. وشهدت الجلسة تفاعلًا كبيرًا، حيث ناقش الحاضرون التحديات التي تواجه القطاع الرياضي في اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي، مع تقديم حلول وتوصيات عملية من قبل الخبراء، مما أثرى الحوار وعزز من قيمة الورشة كمحطة رئيسية لتبادل المعرفة والخبرات.
ضمن خطته الاستراتيجية، يعمل مركز الإمارات للعلوم الرياضية والطب الرياضي على تنظيم سلسلة من الدورات التدريبية المتخصصة التي تهدف إلى تطوير الكوادر الرياضية والإدارية والفنية، ورفع مستوى الجاهزية الرقمية للمؤسسات الرياضية في الدولة. وتشمل الأجندة القادمة للمركز عددًا من البرامج التدريبية المبتكرة، من أبرزها:
• دورة متخصصة في إعداد المحاسبين المتخصصين في القطاع الرياضي، وتهدف إلى تعزيز مهارات العاملين في الإدارة المالية داخل الأندية والاتحادات الرياضية، بما يضمن كفاءة إدارة الميزانيات وتحقيق الاستدامة المالية.
• برنامج تدريبي لتأهيل المتخصصين في تقنية المعلومات العاملين في الاتحادات الرياضية، والذي سيركز على آليات التحضير وإدارة البطولات من الناحية التقنية، بالإضافة إلى تعزيز الأمن السيبراني في القطاع الرياضي.
• إطلاق أول دورة متخصصة على مستوى الدولة في تأهيل مدربي الرياضات الإلكترونية، حيث يستهدف البرنامج إعداد مدربين محترفين في هذا المجال سريع النمو، وتأهيلهم للعمل مع الأندية والمنتخبات في بيئة احترافية تعتمد على أحدث التقنيات التدريبية.
• ورش رياضية خاصة بشهر رمضان المبارك، والتي تهدف إلى تعزيز الوعي الرياضي خلال الشهر الفضيل، وتشجيع الأفراد على ممارسة الرياضة بطريقة صحية تتناسب مع خصوصية الصيام، مما يسهم في تحسين اللياقة البدنية والصحة العامة.
عكست ورشة "توظيف الذكاء الاصطناعي في حوكمة المؤسسات الرياضية" التوجه الاستراتيجي لدولة الإمارات نحو تعزيز التحول الرقمي في القطاع الرياضي، والاستفادة من الابتكارات التكنولوجية في تطوير أنظمة الحوكمة، وتحقيق استدامة رياضية قائمة على البيانات والتقنيات الذكية. وقد شهدت الورشة تفاعلًا كبيرًا من المشاركين، حيث تخللتها جلسات نقاشية تفاعلية أتاحت للحضور فرصة طرح الأسئلة والاستفسارات حول آليات تطبيق الذكاء الاصطناعي في بيئات العمل الرياضية.
