على بعد نحو 80 كيلومتراً جنوب شرق رأس الخيمة، وفي منطقة "أعسمة" حيث يلتقي سحر الصحراء والكثبان الرملية مع جلال الجبال الشاهقة، يفوح أريج آلاف الورود مشكلة لوحة فنية ساحرة ضمن مزرعة "ورد الإمارات" التي أبدعتها أنامل المواطن محمد عبيد المزروعي، والتي أضافت عبقاً طيباً إلى التاريخ العريق للمنطقة التي يعود تاريخ بناء بيوتها القديمة من الحجارة والطين إلى مئات السنين.
هنا في مزرعة "ورد الإمارات" في منطقة "أعسمة" برأس الخيمة تقول الطبيعة كلمتها الدافئة بآلاف الأحرف الشذية، لتجذب إلى عطرها آلاف السياح من محبي الجمال وعشاق المناظر الساحرة، والاستمتاع بأجوائها المذهلة، حتى غدت المزرعة وجهة سياحية خضراء بجدارة تضاف إلى قائمة الوجهات الخلابة في دولة الإمارات التي يقوم على إنشائها ورعايتها أبناء الوطن، وهو ما تحرص على إلقاء الضوء عليه حملة أجمل شتاء في العالم في نسختها الخامسة التي انطلقت تحت شعار "السياحة الخضراء"، بالتعاون بين وزارة الاقتصاد والمركز الزراعي الوطني، والهيئات السياحية المحلية في الدولة، بهدف تشجيع المشاركة المجتمعية في الممارسات الزراعية المستدامة، وتحفيز الزيارات السياحية إلى هذه المزارع والمشاريع الزراعية المستدامة، وذلك في إطار استراتيجية السياحة الداخلية في دولة الإمارات التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، والهادفة إلى تطوير منظومة سياحية تكاملية على مستوى الدولة.
أنواع نادرة
بدأ شغف محمد عبيد المزروعي بالزراعة قبل نحو عقد من الزمن، آخذاً أسس هذا الفن من والده الذي يُعدّ من رواد المزارعين، بزراعة 200 نبتة ورد فقط، ثم وضع جهده وخبراته المتراكمة التي صنعتها جولات عدة حول العالم، ليبدع حديقة لا يزرع فيها إلا الورود والزهور، حتى أضحت المزرعة اليوم تحتضن عشرات الآلاف من الورود بأنواعها الشائعة والنادرة التي تم استيرادها من عدة دول حول العالم، أبرزها بريطانيا وهولندا والبوسنة وأمريكا، منثورة بعناية جمالية فائقة على أرض منبسطة تبلغ مساحتها 564 متراً مربعاً تقريباً تحيط بها الجبال من كل جانب، وتضم المزرعة أصنافاً منوعة من الورود، منها «سناب دراجون»، و«سالفي وآيرون» و«ستاتس» و«يارو»، و«دارا كولورادو»، و«لاركسبور»، و«زينيا»، و«الأقحوان»، وغيرها الكثير، وبألوان متعددة.
وجهة لمحبي الطبيعة
تفتح مزرعة "ورد الإمارات" أبوابها لاستقبال الزوار والسياح في مختلف فصول العام، للاستمتاع يومياً بالمناظر البديعة، مع إمكانية قطف وتشكيل باقات الزهور، ضمن تجربة فريدة من نوعها، كما أنها تتيح لهم أيضاً الجلوس بين ثنايا الزهور لتناول المأكولات الخفيفة والمشروبات، فضلاً عن إمكانية ركوب الخيل والتقاط الصور، كما تستقبل المزرعة كبار السن مجاناً، وكذلك أصحاب الهمم والأطفال دون الـ 3 سنوات، حيث تعد «ورد الإمارات» وجهة سياحية مهمة لمحبي الطبيعة الخلابة والباحثين عن اكتشاف ما تتمتع به مناطق الدولة من سحر وجمال، يضاف إلى ذلك ما تقدمه زيارة منطقة "أعسمة" من فرصة للتعرف على آثار ومعالمها التاريخية، والاستمتاع بطبيعتها الخلابة ومناخها المعتدل صيفاً وشتاءً، إذ تتميز المنطقة بكثرة المناظر الطبيعة خصوصاً في مواسم هطول الأمطار والربيع.