سياحة

المحيسن: السياحة توفر فرصاً استثمارية وتشكّل الشريان الحيوي لاقتصاد العالم

افتتح مؤتمر التواصل السياحي نيابة عن وزير الإعلام بحضور إقليمي وعالمي حاشد


6/3/2024
المصدر-جريدة الانباء


الميمان: موافقة مجلس التعاون الخليجي على نظام موحد للتأشيرات السياحية إنجاز يعزز السياحة والتنويع الاقتصادي في المنطقة
حنان عبدالمعبود

أكد وكيل وزارة الاعلام م ..ناصر المحيسن أهمية تفعيل التواصل السياحي، مبينا أن أي عملية اتصال تكون نتيجتها إيجابية الأثر على التنمية السياحية المستدامة عبر خطوات مدروسة لتفعيل الشراكات السياحية وتبادل الخبرات والتجارب الإقليمية والدولية.

جاء هذا ضمن كلمة له ألقاها بالنيابة عن وزير الاعلام والثقافة عبدالرحمن المطيري لافتتاح مؤتمر التواصل السياحي الذي تنظمه وزارة الاعلام تحت رعاية فندق «ريجنسي».

وقال المحيسن ان المؤتمر يناقش التجارب السياحية الخليجية، وتمكين السياحة من خلال رؤية الأكاديميين المختصين والقطاع الخاص، إضافة إلى الدور الحيوي الذي يقوم به المجتمع المدني في صناعة السياحة بعد أن باتت تشكل الشريان الحيوي للاقتصاد العالمي وتساهم في ازدهار الدول وتقدمها، لاسيما أنها من أهم القطاعات التي توفر فرصا استثمارية، ورافدا أساسيا لمصادر الدخل الوطني، باعتبار أن دولنا تمتلك إرثا حضاريا وثقافيا وتنوعا مناخيا وتطورا عمرانيا، مما يمكننا من رفع مستوى الجذب السياحي لدولنا من خلال تعزيز مفهوم السياحة البينية، والعمل على تحسين جودة المرافق والخدمات لهذا القطاع الحيوي وما يسهم به من تعزيز للنمو الاقتصادي.

وأكد المحسين ان السياحة في الكويت، بما تمتلكه من مقومات، موعودة بمزيد من المشاريع ذات الطابع السياحي، ترافقها برامج ترويجية تسهم بدفع عجلة الانتعاش السياحي ليكون رافدا يصب في اتجاه رفع الناتج المحلي بمشاركة القطاع الخاص واستقطاب الاستثمارات الخارجية، معربا عن أمله أن تضيف قرارات المؤتمر وتوصياته لبنة جديدة في إطار استشعار حجم المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتق الجميع لدعم وتعزيز السياحة في أوطاننا.

من جانبها، ألقت المديرة الإقليمية للشرق الأوسط بمنظمة الأمم المتحدة للسياحة بسمة الميمان كلمة أكدت خلالها أن السياحة في الشرق الأوسط تعتبر ركنا من أركان الاقتصاد، وتؤدي دورا محوريا في المجتمعات والحياة الفردية، خاصة أنها تقدم حلولا لبعض أكبر التحديات التي تواجهنا، بما في ذلك الطوارئ المناخية والحاجة الماسة إلى التحول إلى اقتصادات أكثر استدامة.

وأضافت الميمان: إن ما نشهده حاليا في المنطقة خير دليل على أن هناك نقلة نوعية في قطاع السياحة بهدف دعم وتسريع انتعاش السياحة والتنمية المستدامة بشكل أفضل، حيث يوجد إجماع متزايد بين أصحاب المصلحة في مجال السياحة حول اعتماد مرونة القطاع في المستقبل وقدرته على تحقيق التوازن بين احتياجات الناس والكوكب والازدهار.

وأعربت عن تفاؤلها بمستقبل السياحة في الإقليم، مبينة أن دول مجلس التعاون الخليجي تشهد انطلاقة لمرحلة جديدة ومنصة للعديد من المبادرات والمشاريع والمقترحات التي تدعم العمل السياحي من خلال مضاعفة الاستثمارات لتعزيز الاستدامة البيئية واستخدام مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة وزيادة القدرة التنافسية من خلال توفير بنية تحتية وخدمية متميزة ومتطورة، وتشجيع فرص الاستثمار ورفع كفاءة العنصر البشري واستخدام أساليب التنقية الحديثة.

وأوضحت الميمان أن منطقة الشرق الأوسط مازالت تتصدر عملية التعافي، حيث شهدت أقوى أداء بنسبة 122% بين أقاليم العالم، وكانت أول منطقة في العالم تتعافى من أرقام ما قبل الجائحة حتى ديسمبر 2023، وذلك وفقا لأحدث إصدار لمقياس منظمة الأمم المتحدة للسياحة في يناير 2024 وحتى الآن، لافتة إلى أن الشرق الأوسط لاتزال المنطقة الوحيدة في العالم التي تجاوزت مستويات عام 2019 خلال هذه الفترة، ومن بعض العوامل التي دعمت هذا الأداء الرائع تدابير مثل تسهيل الحصول على التأشيرات، وتطوير وجهات جديدة، والاستثمارات في المشاريع الجديدة ذات الصلة بالسياحة، واستضافة الأحداث الكبرى.

وقالت الميمان: الكويت عضو مؤسس في منظمة الأمم المتحدة للسياحة، وهذا ينسجم مع الاهتمام الذي توليه البلاد لقطاع السياحة والذي يعد محورا من محاور عمل الحكومة 2022-2026، في اتساق تام مع محور خطة تنمية «كويت جديدة 2035» التي تؤكد أهمية تحقيق مكانة دولية متميزة للبلاد إقليميا وعالميا، مشيرة إلى انتخاب الكويت في الاجتماع الـ 49 للجنة الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط بالمنظمة، المنعقد في البحر الميت بالمملكة الأردنية الهاشمية في يونيو 2023، وللمرة الأولى منذ انضمامها لتأسيس المنظمة، لشغل منصبي نائب رئيس اللجنة الإقليمية وعضو لجنة وثائق التفويض الخاصة بالجمعية العامة للمنظمة، يعتبر خير دليل على المكانة التي تتمتع بها الكويت في المنظمة وبين الأشقاء العرب.

وأضافت الميمان: إن قطاع السياحة الكويتي ليس بحديث عهد، وسبق أن جذب الزوار من جميع أنحاء المنطقة منذ الستينيات، بسبب المقومات الهائلة التي تتمتع بها هذه البلاد الغالية، وان إطلاق خطة التنمية الوطنية «كويت جديدة 2035» المنبثقة عن تصور سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، رحمه الله، لرؤية الكويت بحلول عام 2035، خير دليل على أن هناك توجها موحدا نحو مستقبل مزدهر ومستدام لتحول الكويت إلى مركز إقليمي مالي وتجاري وثقافي ومؤسسي رائد، كما يعد تطوير القطاع السياحي من بين ركائز تحقيق هذه الخطة، للإسهام في تنويع قاعدة الاقتصاد الوطني، وجذب الاستثمارات، وزيادة مصادر الدخل، وتوفير فرص عمل للمواطنين، كما أن السياحة من أهم بدائل اقتصادات ما بعد النفط، بل النفط الجديد لدول النفط.

وزادت: أنا على ثقة أن قطاع السياحة الكويتي سيشهد نموا مطردا في السنوات القادمة بفضل الدعم الحكومي القوي، لذلك، نرى في المنظمة أن تركيز الجهود وتوحيدها لتكون مبنية على تعاون وثيق مع الشركاء وأصحاب المصلحة في كافة القطاعات.

وأشارت الميمان إلى أن البنية التحتية السياحية عالية الجودة تعزز تجربة الزائر بشكل عام، لذلك نجد أن معظم المطارات في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية شهدت زيادات كبيرة من حيث أعداد المسافرين خلال سنة 2023، وتمثل هذه الزيادة دليلا إضافيا على أن المنطقة أخذة في التحول إلى مراكز للرحلات العالمية، كما تعكس الجهود التي يبذلها القائمون على شركات الطيران الخليجية لتوسيع الشبكات العالمية وزيادة الوجهات، خاصة أن زيادة الطلب على المقاعد سيزيد الحاجة إلى الاستثمارات في توسعة المطارات والارتقاء بخدماتها.

وبينت أنه بحسب بعض الإحصاءات حتى نهاية 2023، فقد استقطب مطار دبي الدولي 86.9 مليون مسافر، ومطار حمد بالدوحة 45.9 مليون مسافر، ومطار الملك عبدالعزيز بجدة 42.7 مليون مسافر، ومطار الكويت 15.6 مليون مسافر، ومطار مسقط 12.6 مليون مسافر، ومطار البحرين 8.7 ملايين مسافر.

وشددت الميمان على ضرورة مواصلة الجهود من أجل إنشاء رؤية سياحية إقليمية متماسكة ودعم رؤية مشتركة تحدد وتقدم نتائج واضحة، بما في ذلك خلق فرص العمل ومستويات أعلى من المساهمة في الناتج المحلي الإجمالي، لافتة إلى إنجاز موافقة المجلس خلال اجتماعه في مسقط على نظام موحد للتأشيرات السياحية يهدف إلى تعزيز السياحة والتنويع الاقتصادي في جميع أنحاء المنطقة، مشددة على ضرورة مواصلة دول مجلس التعاون على العمل لتعزيز آليات التعاون بينها لرسم خارطة طريق لصناعة السياحة تهدف إلى تعظيم المصالح المشتركة من خلال تنسيق السياسات والترويج لبرامج ومنتجات سياحية إقليمية وبينية، ولتوحيد جهودنا لتشجيع السياسات التي تعزز من نمو هذا القطاع الاقتصادي المهم.

هذا وتخلل المؤتمر عدد من الجلسات الحوارية حول السياحة الخليجية، والتي شارك بها عدد من المتخصصين في السياحة.

المنشورات ذات الصلة