نظمت "إنفستوبيا" النسخة الثالثة من حوارات "إنفستوبيا أوروبا" في قصر ميزانوت، المقر التاريخي للبورصة الإيطالية بمدينة ميلانو، لتعزيز فرص الشراكة الاقتصادية بين دولة الإمارات وجمهورية إيطاليا والأسواق الأوروبية في القطاعات والمجالات الحيوية والسريعة النمو، لا سيما الاقتصاد الجديد والسياحة وريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة والاقتصاد الإبداعي والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، والاطلاع على الاتجاهات الحديثة للاستثمار في القطاعات الناشئة بالأسواق الأوروبية، والتوجهات العالمية لبناء السياسات الاقتصادية المرنة والمستدامة.
شراكة استراتيجية بين الإمارات وإيطاليا
وأكد معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، رئيس إنفستوبيا، أن العلاقات الإماراتية الإيطالية تتميز بقوة ومتانة الشراكة الاستراتيجية في مختلف القطاعات، حيث تحظى هذه العلاقات باهتمام كبير من قيادتي الدولتين الصديقتين، لا سيما في ظل الزيارات رفيعة المستوى بين البلدين، وآخرها في فبراير الماضي "زيارة دولة" قام بها صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" إلى العاصمة الإيطالية روما، والتي شهدت توقيع العديد من مذكرات التفاهم بين البلدين، والإعلان عن استثمارات إماراتية تقدر بـ 40 مليار دولار في إيطاليا بالعديد من المجالات الحيوية، ومنها التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والطاقة والتحوُّل الرقمي، بما يخدم تطلعات الدولتين في بناء اقتصاد مستدام.
"إنفستوبيا" منصة عالمية مؤثرة
وقال معالي عبدالله بن طوق: "لقد تبنت "إنفستوبيا" منذ انطلاقها في العام 2021 هدفاً طموحاً وهو ربط رأس المال بالفرص الاستثمارية الواعدة في الأسواق الناشئة، وتحفيز مجتمعات الأعمال على الاستثمار والتوسع في القطاعات الاقتصادية المستقبلية، وفي هذا الإطار عملت "إنفستوبيا" على توفير منصة استثمار عالمية مؤثرة، والتي مثّلت نقطة انطلاق لمشاريع الاقتصاد الجديد، وجمعت آلاف المشاركين من القادة والخبراء ورجال الأعمال والمستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال من جميع أنحاء العالم لتحديد الاتجاهات الحديثة للاستثمار، وصياغة السياسات ووضع الحلول الجديدة للتحديات وتحويلها إلى فرص مستقبلية مستدامة".
فرص الاستثمار في الإمارات
وأضاف معاليه: "نجحت حوارات "إنفستوبيا أوروبا" في بناء محطة مهمة لتعزيز مسارات التعاون الاقتصادي بين دولة الإمارات وإيطاليا ودعم التواصل بين مجتمعي الأعمال الإماراتي والأوروبي، واكتشاف الفرص الاستثمارية الواعدة في القطاعات الناشئة بالسوقين الإماراتية والأوروبية". مشيراً معاليه إلى أن هذه النسخة تؤدي دوراً مهماً في تعزيز الشراكات المستدامة وتسريع التحوُّل الرقمي، وكذلك الاطلاع على السياسات والاستراتيجيات المرنة لدعم التنمية الاقتصادية الشاملة، خاصةً في ظل التحديات والتغيرات الاقتصادية التي يشهدها العالم.
إيطاليا شريك تجاري مهم للإمارات في أوروبا
وتابع معاليه: "تنظر دولة الإمارات إلى إيطاليا باعتبارها شريكاً اقتصادياً مهماً في القارة الأوروبية، واختيار عاصمة التجارة والموضة الإيطالية ميلانو لإقامة حوارات "إنفستوبيا أوروبا" يأتي تأكيداً على قوة العلاقات الاقتصادية بين البلدين، كما أنها مدينة أعمال عالمية المستوى ومركز حيوي للصناعات الإبداعية".
11 ألف علامة تجارية إيطالية في الإمارات
وأشار معاليه إلى أن العلاقات الاقتصادية بين دولة الإمارات وإيطاليا تشهد نمواً مستمراً، حيث نمت الصادرات الإماراتية للأسواق الإيطالية بنسبة 50% في العام 2024 لتصل إلى 1.2 مليار دولار مقارنةً بالعام 2023، كما تحتضن الإمارات قرابة 11 ألف علامة تجارية إيطالية تعمل في أنشطة اقتصادية متنوعة، وفيما يخص الاستثمارات المتبادلة بين البلدين، وصل حجم الاستثمارات الإماراتية في إيطاليا إلى نحو 81 مليون دولار خلال الفترة من 2019 حتى عام 2023 وترتكز على قطاعات السياحة والضيافة والنقل والتخزين، في حين بلغت تدفقات الاستثمارات الإيطالية إلى السوق الإماراتية نحو 519 مليون دولار خلال الفترة نفسها، وهو ما يؤكد زخم الفرص الاقتصادية والاستثمارية بين الدولتين.
دعوة مجتمع الأعمال الإيطالي
وفي هذا الاتجاه، وجّه معالي عبدالله بن طوق الدعوة إلى مجتمع الأعمال الإيطالي لزيادة استثماراته في السوق الإماراتية والاستفادة من المقومات والممكنات التي تتيحها بيئة الأعمال في الدولة مثل إتاحة التملك الأجنبي للشركات بنسبة 100%، وتوفير أكثر من 2000 نشاط اقتصادي، وتقديم تخفيضات ضريبية، وإقامات طويلة الأمد مخصصة للمستثمرين ورجال الأعمال، ومناطق اقتصادية حرة ومتكاملة التخصصات لتأسيس الأعمال، إضافة إلى بنية تشريعية اقتصادية متكاملة تتمتع بقوانين تحفز على التوسع في قطاعات اقتصاد المستقبل.
ولفت معاليه إلى أن دولة الإمارات حريصة على مواصلة العمل الاقتصادي مع شركائها في الحكومة الإيطالية خلال المرحلة القادمة، ودعم قنوات التواصل بين القطاع الخاص الإماراتي ونظيره الإيطالي من خلال منصات حيوية مثل مجلس الأعمال الإماراتي الإيطالي واللجنة الاقتصادية المشتركة المُقبلة.
ومن جانبها، قالت معالي علياء المزروعي، وزيرة دولة لريادة الأعمال، خلال مشاركتها في جلسة حول تطوير الدور الريادي للشركات الصغيرة والمتوسطة على الساحة العالمية: "تمتلك دولة الإمارات وإيطاليا رؤى مشتركة حول تنمية الأعمال والمشاريع الناشئة، حيث تستحوذ الشركات الصغيرة والمتوسطة في الدولة على 95% من إجمالي الشركات العاملة في السوق الإماراتية، وتُشكّل الشركات العائلية الصغيرة والمتوسطة الجزء الأكبر من القطاع الصناعي في إيطاليا، وهو ما يؤكد أهميتها في تعزيز نمو واستدامة اقتصاد البلدين".
"إنفستوبيا أوروبا" منصة جديدة لدعم رواد الأعمال
وأضافت معاليها: "أولت دولة الإمارات اهتماماً كبيراً بتطوير منظومة متكاملة لريادة الأعمال الوطنية اعتماداً على أفضل الممارسات العالمية، وذلك إيماناً منها بأهميتها في تنويع الاقتصاد الوطني، وتحفيز الابتكار والإبداع في المجالات والأنشطة الحيوية المختلفة، وهو ما أسهم في حصول الإمارات على المرتبة الأولى عالمياً للعام الرابع على التوالي في "تقرير المرصد العالمي لريادة الأعمال لعام 2024 /2025"، والذي صنفها بأنها أفضل مكان لريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، من بين 56 اقتصاداً، كما تحتضن الإمارات اليوم أكثر من 50 حاضنة ومسرعة أعمال حكومية وخاصة". مشيرة معاليها إلى أن حوارات "إنفستوبيا أوروبا" تخلق منصة جديدة للتواصل والنقاش تجمع المسؤولين الحكوميين ورواد الأعمال والمستثمرين في البلدين، لصياغة الرؤى والخطط الرامية إلى نمو وازدهار قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
14 جلسة حوارية في "إنفستوبيا أوروبا"
وتضمنت هذه النسخة من حوارات "إنفستوبيا أوروبا"، التي تم تنظيمها بالتعاون مع الشريك الاستراتيجي لإنفستوبيا أوروبا شركة "EFG Consulting"، 14 جلسة حوارية ارتكزت على رؤية دولة الإمارات في بناء نموذجها الاقتصادي الذي يجمع بين الابتكار والتنافسية، وجهودها في تنويع اقتصادها وممكنات موقعها الجغرافي ودورها الحيوي كمركز اقتصادي يجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة ويدعم تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة إقليمياً ودولياً، وناقشت الجلسات التحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي والسيناريوهات الاقتصادية المحتملة في ظل التغيرات الجيوسياسية، وكيفية استغلال هذه التحديات وتحويلها إلى فرص حقيقية تدعم نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة.
مقومات بيئة الأعمال الإماراتية والإيطالية
وتطرقت الجلسات إلى الرؤية المشتركة الطموحة بين الإمارات وإيطاليا لبناء مستقبل استثماري أكثر ديناميكية، وآليات زيادة التدفقات الاستثمارية المشتركة، بما يلبي تطلعات واحتياجات مجتمعي الأعمال في البلدين، وأيضاً القوة الاقتصادية للسياحة الإيطالية ودورها في دفع عجلة التنمية الاقتصادية لإيطاليا، إضافة إلى ممكنات القوة الاقتصادية للبحث العلمي وتأثيرها على الاقتصاد العالمي، وسلّطت الجلسات الضوء على المقومات التي توفرها بيئة الأعمال الإماراتية والإيطالية لرواد الأعمال والشركات الناشئة، وأهميتها في تحفيزهم على الابتكار والإبداع في القطاعات الاقتصادية الحيوية.
توطين التكنولوجيا في الصناعات الإبداعية
وبحثت الجلسات أهمية توطين التكنولوجيا والتقنيات المتقدمة في الصناعات الإبداعية مثل الموضة، والاستراتيجيات والآليات التي يمكن اتباعها لنمو الاقتصادات العنقودية والتكتلات الاقتصادية ودورهما في تعزيز جاذبية الاستثمارات الأجنبية المباشرة وتسهيل عملية نقل السلع والبضائع والتكنولوجيا والمعرفة، وتناولت الجلسات الميزات التنافسية والحوافز التجارية التي تمنحها المناطق الاقتصادية الحرة والخاصة في السوقين الإماراتي والإيطالي، والتطورات العالمية حول الاستثمار في قطاع الطاقة وتوفير المزيد من الخيارات التي تدعم تنويع مزيج مصادرها لتلبية النمو السريع في الطلب العالمي وبناء مستقبل أكثر اخضراراً.
اجتماعات طاولة مستديرة
إلى جانب ذلك، نظمت حوارات "إنفستوبيا أوروبا" في نسختها الثالثة 4 اجتماعات طاولة مستديرة شارك فيها عدد من الجهات الإماراتية مثل مكتب أبوظبي للاستثمار (ADIO)، ودائرة الاقتصاد والسياحة بدبي، وهيئة مناطق رأس الخيمة الاقتصادية (راكز)، ومكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر (استثمر في الشارقة)، لتسليط الضوء على الخدمات التجارية واللوجستية وممكنات الاستثمار في الأسواق الإماراتية والبنى التحتية التكنولوجية التي تتمتع بها، وتعزيز الشراكات الاقتصادية مع المجتمع الإيطالي.
شراكة استراتيجية بين G42 وiGenius
وشهدت الفعالية الإعلان عن توقيع شراكة استراتيجية بين "G42" الشركة القابضة الرائدة في مجال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بدولة الإمارات، وشركة "iGenius" الإيطالية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، وذلك بحضور معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد؛ ومعالي علياء بنت عبدالله المزروعي، وزيرة دولة لريادة الأعمال، وتهدف الشراكة إلى تعزيز التعاون المشترك في مجالات الذكاء الاصطناعي والابتكار والتحوّل الرقمي، وتبلغ قيمتها الإجمالية 600 مليون دولار، وستشمل مشاركة مجموعة من الشركاء الاستراتيجيين ومن بينهم "Nvidia" و"Leonardo S.p.A" و" Santander"، والذين سوف يساهمون بخبراتهم المتخصصة ورؤوس أموالهم لدعم هذا التعاون المثمر في مجالات الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي.
مشاركة قوية للمسؤولين الحكوميين في البلدين
حضر هذه الفعالية معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد رئيس إنفستوبيا؛ ومعالي علياء بنت عبدالله المزروعي، وزيرة دولة لريادة الأعمال؛ ومعالي أدولفو أورسو، وزير الشركات و"صُنع في إيطاليا"؛ ومعالي دانييلا سانتانكي، وزيرة السياحة الإيطالية؛ وكلوديا بارزاني، رئيسة بورصة إيطاليا؛ وإجنازيو لا روسا، رئيس مجلس الشيوخ الإيطالي؛ ومعالي أتيليو فونتانا - رئيس إقليم لومبارديا الإيطالي؛ وسعادة فالينتينو فالينتيني، نائب وزير "صُنع في إيطاليا"؛ وأليساندرو موريللي، نائب وزير الدولة لشؤون رئاسة مجلس الوزراء في إيطاليا؛ ومعالي ماريا غنياتوفيتش، وزيرة دولة في وزارة العلوم والتطوير التكنولوجي والابتكار في صربيا؛ وسعادة محمد عبدالرحمن محمد الهاوي، وكيل وزارة الاستثمار؛ وسعادة محمد جمعة المشرخ؛ المدير التنفيذي لمكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر "استثمر في الشارقة"؛ وسعادة خالد الحريمل؛ الرئيس التنفيذي ونائب رئيس مجلس الإدارة في "بيئة"؛ وجوليو تريمونتي، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الإيطالي؛ والدكتور جان فارس الرئيس التنفيذي لإنفستوبيا؛ والبروفيسور جيوفاني بوزيتي، الرئيس التنفيذي لشركة EFG Consulting؛ وستيفانو باريز، رئيس الخدمات المصرفية للأفراد والشركات الصغيرة والمتوسطة بمجموعة "إنتيسا سان باولو" المصرفية الإيطالية؛ وباتريك شلهوب، الرئيس التنفيذي لمجموعة شلهوب.
وشهدت الفعالية مشاركة أكثر من 600 شخص من القادة والخبراء والمستثمرين ورجال الأعمال وأصحاب رؤوس الأموال ورواد الأعمال من الإمارات وإيطاليا وعدد من الدول الأوروبية، كما ضم وفد الدولة المشارك في هذا الحدث نحو 60 مشاركاً يمثلون جهات حكومية رئيسية مثل وزارة الاستثمار، ومكتب أبوظبي للاستثمار (ADIO)، ودائرة الاقتصاد والسياحة بدبي، وهيئة مناطق رأس الخيمة الاقتصادية (راكز)، ومكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر (استثمر في الشارقة)، إلى جانب شركات إماراتية بارزة من القطاع الخاص مثل G42، وADQ، وNG9، ومرجان، وبيئة، وعدد من الشركات أعضاء مجموعة مبادرة Investopia Next50.
ونظمت "إنفستوبيا" منذ انطلاقها سلسلة واسعة من حوارات إنفستوبيا العالمية التي شملت أسواقاً إقليمية وعالمية استراتيجية، من بينها نيويورك، وجنيف، ونيودلهي، ومومباي، وميلانو، ولندن، والرباط، وسنغافورة، وطوكيو، وموناكو، وتحرص إنفستوبيا على تعزيز الحوار الاقتصادي والاستثماري بين الإمارات وشركائها حول العالم، واستكشاف الفرص الواعدة في القطاعات المستقبلية.